الخميس 26 ديسمبر 2024

اسرار عائلتي

انت في الصفحة 46 من 90 صفحات

موقع أيام نيوز


رحمة !
كانت لا تزال تجلس بقاعة الجلوس مستندة بخدها على كتف أمجد تحاول قمع فضولها وعدم الذهاب وإستراق السمع إلى الحديث الذييدور بين والدها وجدها .. رفعت رأسها إلى أمجد الذي كان شاردا في شيء ما فتساءلت دون أن تبعد رأسها عن كتفه 
_ مالك يا أمجد 
إنتظرت منه ردا لكنه لم يجبها ولم ينتبه إليها من الأساس فإعتدلت في جلستها ووكزته من جنبه بخفة .. أفاق من شروده حين إنتبه إليهاأخيرا وقبل أن ينطق بحرف كانت بدور تغمز له قائلة ببسمة خبيثة 

_ بتفكر فيها صح 
تساءل بعدم فهم 
_ هي مين 
_ ملاك ! هتكون مين يعني 
إبتسم بقلة حيلة وقال وهو يدفع وجهها بعيدا عنه بمزاح 
_ انت مش هتفكيني بقى ! والا فاكرة اني مش بفكر في اي حاجة غير ملاك 
أومأت بتأكيد وتساءلت 
_ ايوة مش انت بتحبها 
رفع كتفيه متمتما بحيرة 
_ لسه مش عارف بصراحة !
_ طب ماتفكر في كلامي وتروح تخطبها أنا متأكدة انك معجب بيها على الأقل !
أخفض أمجد رأسه وهمس بقلق 
_ ولو رفضتني 
رفعت بدور كتفيها بلا مبالاة قائلة 
_ مش هستبعد انها ممكن ترفضك بس لو محاولتش ممكن تخسرها وياخدها منك حد تاني .
لوى شفتيه بضيق وإعتراض واضح على تلك الفكرة لكنه لم يعلق .. تنهدت بدور بتعب ويأس منه فإلتزمت الصمت هي الأخرى وعادت تسندرأسها على كتفه ثانية .
جالت بنظرها على إخوتها وعميها وأبنائهم الجالسين بصمت وهدوء أفسده همسات ياسين لعائشة القابعة جواره والتي كانت تخفض نظرهاإلى الأرض بخجل واضح .
إبتسمت بدور بإستمتاع وهي تراقب محاولات ياسين الفاشلة في مداعبة شعرها فهو وعلى الرغم من الجرأة التي يظهرها أمام عائشةوأمام الجميع إلا أنه يخفي في باطنه خجلا يجاهد على عدم إظهاره .
ضحكت بدور بخفة وتابعت مراقبة حركاته لبعض الوقت حتى إستمعت إلى صوت خطوات تقترب منهم فرفعت رأسها ليقع نظرها عليه وهويسير نحوها بملامحه الباردة .
إعتدلت في جلستها فورا وإبتسمت له كعادتها كلما رأته لكنه أخفض رأسه وتظاهر بأنه يفرك شعره بينما كان يحاول أن يمنع إبتسامته منالظهور .. رفع رأسه عندما وصل إليها لكنه لم يستطع الحفاظ على البرود الذي كان يغلف ملامحه فور مجيئه وبدا من الواضح أنه يجاهدعلى عدم الإبتسام .
حدقت به بدور بإستغراب وإنتظرت منه أن يخاطبها بسبب وقوفه قربها لكنها وجدته يجلس بالمساحة الشاغرة بجوارها بصمت .. إبتلعتريقها وهي تشعر بحرارة تسري في داخلها جراء قربه منها هذا غير دقات قلبها التي تسارعت وبدا وكأن صوتها مسموع للجميع .
مرت بضع دقائق بطيئة وهي تجلس بمكانها وتنظر إلى حجرها بتوتر لاحظه أمجد فتساءل بقلق 
_ بدور انت كويسة 
أومأت له محاولة العودة إلى هدوئها لكن رسلان لم يسمح لها بذلك عندما قرب وجهه من أذنها وهمس لها بعد تأكده من إنشغال أمجدبالحديث مع إخوته 
_ عايزة مني ايه 
عقدت حاجبيها بعدم فهم وأنفاسها بدأت تتسارع بسبب حرارة أنفاسه على أذنها لكنها فهمت مقصده عندما رفع يده أمامها وبهاالقصاصة التي وضعتها تحت باب غرفته ليلة الأمس .. إبتسمت بغباء ونظرت إليه فأردف بنظرة غريبة 
_ ليه مصرة تخليني اضحك ضحكتي تهمك في ايه
دارت علامات الإستفهام حول رأسها محاولة التفكير في إجابة مقنعة لسؤاله لكنها لم تجد .. لأنها وببساطة هي نفسها لا تعلم لم تجاهدلرؤيته يبتسم !
هزت كتفيها بجهل فتنهد وهو يبتعد عنها قليلا ونظر إلى الأمام بصمت لثوان معدودة قبل أن يكمل بهدوء 
_ ضحكتي هتشوفيها في حالة وحدة !
لمعت عيناها بلهفة فأردف وهو يلتفت إليها بنظرة بدت لها .. نظرة حب 
_ لو وافقت !
دق قلبها لنظرته تلك ولكنها عقدت حاجبيها بإستغراب من جملته وتساءلت بسرعة 
_ على ايه 
أجاب وهو ينظر إلى مكان ما 
_ هتعرفي دلوقتي .
إلتفتت إلى المكان الذي ينظر إليه فوجدت والدها يقترب منها وملامح الضيق لم تمحى من وجهه بعد .. وقف أمامها وألقى نظرة سريعة علىرسلان قبل أن يعود ببصره إليها ويقول 
_ تعالي معايا !
وقفت بإستغراب لكنها أومأت بطاعة 
_ حاضر .
هم بالتوجه إلى الأعلى وتحديدا نحو غرفتها لكنه توقف كما توقفت هي عندما إستمع الجميع إلى صوت مألوف لهم يقول 
_ مساء الخير !
زفرت بدور بغيظ وإلتفتت لتقابل عيناها تلك المزعجة التي رمقتها بدورها ببرود .. إبتسم لها أكرم عند رؤيتها وهتف 
_ ازيك يا مريم بقالك فترة مجيتيش !
تقدمت مريم لتقف قرب رسلان وهي تجيب 
_ معلش بقى يا عمي انشغلت شوية .
همست بدور بصوت منخفض وهي تلوي شفتيها بقرف 
_ يا ريت تبقي دايما مشغولة ومتجيش هنا خالص !
إستمع أكرم إلى همسها فوكز ذراعها بخفة وهتف بلوم 
_ بدور ! مينفعش تقولي كده !
رفعت بدور كتفيها بلا مبالاة وأمسكت بكفه قائلة 
_ يلا نروح .
لكنها توقفت مكانها وهي ترى مريم تتجاهلها وتجلس بجوار رسلان وتحديدا

في المكان الذي كانت تجلس به هي .. أخرجت زفيرا مغتاظا ثمتركت يد والدها وإقتربت من مريم هاتفة بحدة 
_ ده
 

45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 90 صفحات